استأنف تلاميذ معهد المزونة من ولاية سيدي بوزيد صباح اليوم دراستهم بصفة طبيعية، بعد توقف دام لعدّة أيام على خلفية الحادث الأليم الذي جدّ داخل أسوار المؤسسة، والمتمثل في انهيار جزء من سور المعهد، ما أسفر عن وفاة ثلاثة تلاميذ وإصابة آخرين.

وقد شهدت العودة المدرسية أجواء حذرة ومشحونة بالمشاعر، حيث خيّم الحزن على زملاء الضحايا والإطار التربوي، وسط حضور نفسي واجتماعي لافت تم توفيره من قبل مندوبية التربية والهياكل المختصة لمرافقة التلاميذ المتضررين وأسرهم. وسُجل حضور شبه كامل للتلاميذ مع التزام إدارة المعهد بتوفير ظروف دراسة آمنة ومحترمة، والعمل على تطمين الأولياء بشأن سلامة أبنائهم.

من جهتها، أكدت النقابة الأساسية للتعليم الثانوي أن العودة إلى مقاعد الدراسة جاءت بعد سلسلة من المشاورات والاجتماعات مع مختلف الأطراف المتدخلة، تم خلالها التأكيد على ضرورة تسريع أشغال إعادة التهيئة وتحديد المسؤوليات، مشيرة إلى أن عودة الدروس لا تعني طي الصفحة، بل يجب أن تكون منطلقًا فعليًا لتحسين واقع البنية التحتية التربوية في الجهة.

ويُعد الحادث الذي جدّ في معهد المزونة صدمة قوية للمجتمع التربوي وللرأي العام الوطني، حيث أعاد إلى الواجهة النقاش حول واقع المؤسسات التعليمية في المناطق الداخلية، ومدى ملاءمتها لمعايير السلامة، مما جعل أصواتًا عديدة تتعالى مطالبة بفتح تحقيق معمّق وتحميل المسؤوليات ومراجعة سياسة صيانة البنية التحتية التربوية في كامل البلاد.

وفي ظل هذه التطورات، يواصل الأولياء والتلاميذ والأطر التربوية ترقب الإجراءات التي ستتخذها وزارة التربية والحكومة بخصوص ما جرى، على أمل أن تتحول هذه الفاجعة إلى منعرج حقيقي في اتجاه ضمان بيئة مدرسية آمنة تحفظ كرامة وحياة التلاميذ في كافة أنحاء الجمهورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *