
أدى رئيس الجمهورية قيس سعيد صباح اليوم الجمعة 18 أفريل 2025 زيارة غير معلنة إلى معتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد، وذلك على خلفية الحادث الأليم الذي جدّ مؤخراً والمتمثل في انهيار سور إحدى المؤسسات التربوية، مما أسفر عن وفاة ثلاثة تلاميذ وأثار موجة من الغضب والاحتجاجات في صفوف أهالي الجهة.
خلال الزيارة، توجه رئيس الجمهورية مباشرة إلى منازل العائلات المتضررة لتقديم واجب العزاء والتعبير عن تضامنه معهم في هذا الظرف الأليم. وأكد أن ما حصل لا يمكن أن يمر مرور الكرام، مشدداً على ضرورة محاسبة كل من ثبت تقصيره أو تورطه في الإهمال الذي أدى إلى هذه الفاجعة.
استمع رئيس الدولة إلى مشاغل الأهالي ومطالبهم، والتي تمحورت حول غياب البنية التحتية الأساسية، وتدهور وضع المؤسسات التعليمية، ونقص المرافق الصحية والخدمات العمومية. وقد أعلن في هذا السياق عن جملة من الإجراءات العاجلة، من بينها تجهيز المستشفى المحلي بالمزونة وتوفير إطار طبي وشبه طبي بشكل دائم، مع إمكانية إحداث مستشفى ميداني إذا اقتضى الأمر.
كما تعهد بإحداث فروع جهوية لكل من الشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لتقريب الخدمات من المواطنين، إضافة إلى تركيز مركز أمني لتعزيز الشعور بالأمان في المنطقة. ولم يغفل رئيس الجمهورية الجانب التنموي، حيث أشار إلى ضرورة إعادة تشغيل المعمل المغلق في الجهة وخلق فرص عمل جديدة للشباب.
وأكد رئيس الجمهورية أن الدولة لن تتخلى عن المناطق الداخلية وستواصل مجهوداتها لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين الجهات، مشدداً على أن مثل هذه الحوادث يجب أن تكون دافعاً لتسريع الإصلاحات وتحقيق التوازن التنموي المفقود. وقد لاقت الزيارة تفاعلاً كبيراً من قبل سكان المزونة، الذين عبروا عن أملهم في أن تتحول هذه الوعود إلى خطوات عملية في القريب العاجل.