أصدر رئيس الجمهورية قيس سعيد تعليماته الصارمة بضرورة تحميل المسؤولية لكل من ثبت تقصيره في أداء واجبه على خلفية الحادثة الأليمة التي شهدها معهد المزونة من ولاية سيدي بوزيد، والتي أودت بحياة ثلاثة تلاميذ نتيجة انهيار جزء من سور المؤسسة. وجاءت هذه التعليمات خلال لقائه برئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري، حيث عبّر رئيس الدولة عن أسفه العميق لما حصل، مشدّدًا على أن الإهمال في صيانة المؤسسات التربوية لم يعد مقبولًا بأي شكل من الأشكال.

وأكد رئيس الجمهورية أن الأرواح البريئة التي أُزهقت لا يمكن أن تمر دون محاسبة، مشيرًا إلى أن ما حدث ليس مجرّد حادث عرضي بل نتيجة تراكمات من الفساد واللامبالاة التي طالت قطاع التربية والبنية التحتية في البلاد. ودعا إلى فتح تحقيق فوري وشامل لتحديد المسؤوليات بدقة، مهما كانت المواقع والرتب، حتى لا تتكرر مثل هذه الفواجع مستقبلاً.

وشدّد رئيس الدولة على أن الحكومة مطالبة باتخاذ إجراءات استعجالية لصيانة كل المؤسسات التعليمية المهددة بالخطر، مبرزًا أن حق التلاميذ في الدراسة في بيئة آمنة هو من أبسط حقوقهم. وأشار إلى أن الدولة لن تتساهل بعد اليوم مع كل من يستهين بحياة المواطنين، داعيًا إلى التعجيل بإعداد خطة وطنية شاملة لتأهيل البنية التحتية التربوية على مستوى الجمهورية.

وأثارت الحادثة موجة من الغضب في الأوساط الشعبية والنقابية، وهو ما زاد من إصرار رئاسة الجمهورية على ضرورة إصلاح شامل يعيد الاعتبار لقطاع التعليم ويضمن كرامة وسلامة أبنائه، خاصة في المناطق الداخلية التي لطالما عانت من التهميش والنسيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *