تمّ يوم أمس الإعلان عن تعيين منصف ڨاسمي كمندوب جهوي جديد للتربية بولاية سيدي بوزيد، خلفًا لمراد الزواغي الذي شغل هذا المنصب طيلة الفترة السابقة. يأتي هذا التغيير على خلفية الحادث الأليم الذي جدّ مؤخّرًا في معتمدية المزونة، حيث انهار سور أحد المعاهد الثانوية مما أسفر عن وفاة ثلاثة تلاميذ وإصابة عدد آخر، وهي فاجعة هزّت الرأي العام الجهوي والوطني وأعادت إلى الواجهة ملف البنية التحتية المتردية بالمؤسسات التربوية في الجهة.

وقد اعتبر عدد من الأولياء والمواطنين هذا التعيين خطوة أولى ضرورية ضمن سلسلة من الإصلاحات المستعجلة التي يتوجب اتخاذها لضمان سلامة التلاميذ والإطار التربوي. كما دعا ناشطون بالمجتمع المدني إلى فتح تحقيق جدّي للكشف عن المسؤوليات وتحديد الأطراف المقصّرة، إضافة إلى مراجعة شاملة لوضعية المؤسسات التعليمية على مستوى الجهة، خاصة فيما يتعلّق بسلامة الفضاءات والمرافق الأساسية.

من جهتها، أكدت مصالح وزارة التربية في بلاغ لها أنّها ستولي أهمية قصوى لتحسين ظروف الدراسة ومراقبة السلامة داخل المؤسسات التربوية بمختلف ولايات الجمهورية، مع إعطاء أولوية قصوى للولايات الداخلية على غرار سيدي بوزيد. كما عبّر عدد من الإطارات التربوية عن أملهم في أن ينجح الوافد الجديد على رأس المندوبية الجهوية للتربية في تجاوز الإخلالات المتراكمة وتحقيق نقلة حقيقية على مستوى الخدمات التربوية والبيداغوجية والبنية الأساسية.

تجدر الإشارة إلى أنّ حادثة المزونة كانت قد أثارت موجة من الاحتجاجات في صفوف التلاميذ وأوليائهم، الذين طالبوا بتحسين ظروف الدراسة ومراقبة البنية التحتية المهترئة بعدد من المؤسسات، مع تحميل المسؤولية للسلط المحلية والجهوية بسبب ما اعتبروه تقصيرًا في متابعة أشغال الصيانة والتعهد الدوري للبنايات المدرسية.

ويأمل متابعو الشأن التربوي بالجهة أن تكون هذه التغييرات الإدارية نقطة انطلاق فعلية لبرنامج إصلاح شامل ينهي سنوات من التهميش والتراخي في العناية بمؤسسات التربية والتعليم في سيدي بوزيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *