شهدت ولاية سيدي بوزيد خلال الساعات الماضية موجة من الاحتجاجات في عدد من أحيائها، على خلفية تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار. حيث خرج عدد من المواطنين في أحياء الفرايجية وحي الخضراء وحي النور الشرقي للتعبير عن غضبهم من تدهور المقدرة الشرائية وتراجع الخدمات الأساسية. وقد عمد المحتجون إلى غلق الطرقات بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية، ما تسبب في تعطيل حركة المرور.
وتدخلت وحدات الأمن باستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وإعادة الهدوء، في حين استمرت المواجهات إلى ساعات متأخرة من الليل. وتم تسجيل محاولات لاقتحام بعض المنشآت العمومية، من بينها مستودع البلدية ومستودع الديوانة، دون تسجيل أضرار بشرية أو مادية جسيمة.
كما شملت الاحتجاجات معتمديات أخرى مثل المكناسي، جلمة، وسيدي علي بن عون، حيث تم غلق بعض الطرق والشوارع بنفس الأساليب، لكن دون تسجيل تدخلات أمنية مباشرة في هذه المناطق. وتشير المعطيات إلى أن الأوضاع بدأت تستقر تدريجياً مع تعزيز التواجد الأمني وفتح قنوات الحوار مع بعض ممثلي المحتجين.
تأتي هذه التحركات في سياق اجتماعي متوتر تشهده الجهة منذ فترة، وسط دعوات من مكونات المجتمع المدني والمنظمات المحلية إلى التهدئة والانخراط في حوار جدي من أجل إيجاد حلول ملموسة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المنطقة.