شهدت مدينة المزونة من ولاية سيدي بوزيد صباح اليوم الثلاثاء حالة من الحزن العميق والأسى، إثر تشييع جثماني تلميذين من ضحايا حادثة انهيار سور المعهد الثانوي بالمزونة، والتي راح ضحيتها ثلاثة تلاميذ وأصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة الخطورة.

انطلق موكب التشييع من أمام المستشفى المحلي بالمزونة وسط حضور كبير لأهالي المنطقة وأقارب الضحيتين وزملائهم، إلى جانب عدد من الإطارات التربوية وممثلي نقابات التعليم، حيث خيمت أجواء من الحزن والغضب على وجوه الحاضرين.

حمل المواطنون الجثمانين على الأكتاف وسط زغاريد ممزوجة بالبكاء وهتافات تندد بالإهمال الذي طال البنية التحتية للمؤسسات التربوية، والذي كان سببًا مباشرًا في الفاجعة. وعبر المشاركون في الجنازة عن استيائهم من تردي الوضع العام داخل المعهد، مطالبين بفتح تحقيق جدي ومحاسبة كل من ثبت تقصيره.

الموكب تحول إلى مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة، رافعين شعارات تطالب بضمان سلامة التلاميذ داخل الفضاءات التربوية ومنددة بالسياسات التي تغاضت طيلة سنوات عن وضعية المؤسسات التعليمية خاصة في المناطق الداخلية.

من جانب آخر، عبر عدد من الإطار التربوي عن تضامنهم الكامل مع عائلات الضحايا، مؤكدين أن ما حصل لم يكن مجرد حادث عرضي، بل نتيجة مباشرة لإهمال طال أمده ولم يتم تداركه رغم التحذيرات المتكررة.

هذا وقد تم دفن الجثمانين في مقبرة الجهة وسط دعوات بالرحمة والمغفرة للفقيدين، وتجدد الدعوات من الحاضرين بعدم ترك دماء الأبرياء تذهب سدى، معتبرين أن أرواحهم أمانة في أعناق من يديرون الشأن العام في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *