عقد مجلس نواب الشعب التونسي جلسة عامة استثنائية يوم الثلاثاء 15 أفريل 2025، خيّم عليها الحزن والأسى، إثر الحادث الأليم الذي جدّ في معتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد، حيث أدى انهيار جزء من سور معهد ثانوي إلى وفاة ثلاثة تلاميذ وإصابة اثنين آخرين بجروح بليغة.
الجلسة التأمت بحضور وزير الشباب والرياضة، الصادق المورالي، وعدد من النواب والنواب الممثلين عن جهة سيدي بوزيد، حيث تم تخصيص جزء كبير من المداخلات لمناقشة أسباب الحادث، وتحميل المسؤولية لكل من يثبت تقصيره في صيانة البنية التحتية للمؤسسات التربوية. وتحدث بعض النواب عن وضع كارثي يعيشه العديد من المدارس والمعاهد، من حيث التهالك، ونقص التجهيزات، وغياب شروط السلامة، مطالبين بضرورة وضع خطة وطنية عاجلة لإعادة تهيئة المؤسسات التعليمية.
وقدّم الوزير توضيحات حول ما تم اتخاذه من إجراءات فورية بعد الحادث، مؤكدًا أن لجنة فنية تنقلت على عين المكان للوقوف على أسباب الانهيار، في حين وعد بإجراء تحقيق شامل وتحديد المسؤوليات، مشددًا على أن أرواح التلاميذ ليست محل تهاون أو تأجيل.
وشهدت الجلسة لحظات مؤثرة، حيث وقف النواب دقيقة صمت ترحّمًا على أرواح الضحايا، كما عبّروا عن تضامنهم المطلق مع أهالي سيدي بوزيد، داعين الحكومة إلى اتخاذ موقف واضح وصارم تجاه المسؤولين عن هذا الإهمال. عدد من النواب أشاروا إلى أن الحادث يعكس فشل السياسات التنموية في الجهات الداخلية، مطالبين بتحقيق العدالة المجالية وإنهاء سياسة التهميش الممنهج.
في ختام الجلسة، دعا رئيس المجلس إبراهيم بودربالة إلى ضرورة تحويل الحزن الوطني إلى فرصة لمراجعة السياسات العمومية المتعلقة بالبنية التحتية التربوية، والعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.