شهدت منطقة المزونة من ولاية سيدي بوزيد، صباح اليوم 14 نوفمبر 2024، فاجعة أليمة تمثّلت في انهيار جزء من سور المعهد الثانوي بالمزونة، مما أسفر عن وفاة ثلاثة تلاميذ في مقتبل العمر وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي لتلقي الإسعافات اللازمة.
وقد عمّت حالة من الحزن والغضب أوساط العائلات والإطار التربوي والتلاميذ، في وقتٍ عبّر فيه عدد من المواطنين عن استيائهم من تدهور البنية التحتية للمؤسسات التربوية وتجاهل الجهات المعنية لمطالب الصيانة والتدخّل العاجل.
في بيان رسمي، ندد الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد بما وصفه بـ”الإهمال المزمن” الذي طال قطاع التربية، محمّلًا السلط الجهوية والوطنية مسؤولية ما حدث. ودعا الاتحاد إلى فتح تحقيق فوري وجدي لتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل من ثبت تقصيره.
كما أشار عدد من المعلمين والأولياء إلى أن أسوار المؤسسة كانت في حالة مهترئة منذ مدة، وقد تم التنبيه إلى خطورتها أكثر من مرة دون استجابة فعلية، ما زاد من حجم الغضب والاحتقان.
تأتي هذه الحادثة لتعيد إلى الواجهة وضع البنية التحتية للمدارس والمعاهد بعدد من ولايات الجمهورية، وخاصة في المناطق الداخلية، حيث تعاني المؤسسات التعليمية من نقص في الموارد، وتهرّؤ في المنشآت، وغياب برامج صيانة دورية.
وتبقى أرواح التلاميذ معلّقة في ميزان الإهمال، في انتظار أن تتحمّل الجهات المسؤولة واجبها تجاه جيل المستقبل، قبل أن تتحوّل المدارس من فضاءات للتعلّم إلى بؤر خطر.