أسدل الستار مساء اليوم الإثنين على الدورة الحادية عشرة لمهرجان المدينة بالمزونة، التي انطلقت منذ 20 مارس الجاري، لتتواصل على مدى خمسة أيام من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة التي احتضنتها مدينة المزونة في أجواء رمضانية روحانية

وشهد اليوم الختامي للمهرجان حضورًا جماهيريًا لافتًا، حيث كان الموعد مع عرض صوفي مميز بعنوان “ننده الأسياد” للفنان محمد البسكري، الذي ألهب ساحة الأرض بأنغام الذكر والمدائح الصوفية، مجسدًا بذلك روح التصوف التونسي الأصيل الذي يعكس العمق الروحي والثقافي للجهة.

تضمنت برمجة المهرجان هذا العام سلسلة من العروض الفنية الموسيقية والمسرحية، بالإضافة إلى أمسيات شعرية وورشات للأطفال، مما أتاح تنوعًا ثقافيًا راعى مختلف الأذواق والفئات العمرية. كما تم تنظيم معرض حرفي تقليدي ساهم في إبراز المنتوجات المحلية وتثمين التراث الحرفي الذي تزخر به ولاية سيدي بوزيد.

وأكد مدير المهرجان أن هذه الدورة مثّلت تحديًا حقيقيًا في ظل الظروف المناخية المتقلبة، إلا أن تفاعل الأهالي والضيوف من داخل وخارج الجهة كان أكبر دليل على أهمية هذا الحدث الثقافي الذي بات موعدًا ثابتًا على أجندة النشاط الثقافي الجهوي.

وأشار إلى أن المهرجان لا يقتصر فقط على الجانب الترفيهي، بل يسعى إلى إحياء الذاكرة الثقافية والمحلية وربط الأجيال الجديدة بموروثها الحضاري، مشددًا على ضرورة دعم مثل هذه التظاهرات من قبل الجهات المعنية حتى تكتسب طابعًا وطنيًا أشمل.

ويأمل منظمو المهرجان أن يكون النجاح التنظيمي والفني الذي تحقق هذا العام دافعًا نحو تطوير التظاهرة في الدورات القادمة، عبر توسيع نطاق المشاركات والانفتاح على تجارب فنية وثقافية من مختلف أنحاء البلاد.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *